صفحه ۵۰۲

نهی الاسلام عن کل هذه النوازع. ان الدعوة التی أطلقها نبی الاسلام (ص) للادیان التوحیدیة و دعاها فیها الی التضامن والوحدة، أبرز دلیل علی لزوم التعایش السلمی بین أبناء البشریة . و هذه الدعوة لازالت باقیة علی قوتها. و علی أتباعه ان یشمروا عن سواعد العزم علی هذا السبیل.

من الواضح أن التعایش السلمی یعنی الاعتراف بالاخر والاحترام المتبادل. أما الفوارق الموجوة بین الناس فهی من أجل التعارف فحسب سورة الحجرات (49)، الایة 13. و هذا یعنی امکانیة التعایش السلمی رغم وجود الفوارق والاختلافات. ان الصورة السلبیة التی تکرس فی بعض المجتمعات و تظهر أن دین الله لایحتوی علی رسالة سوی رسالة الحروب و اراقة الدماء، لاتنسجم طبعا مع حقیقة دین الله، و لاتقوم علی أی اساس علمی و منطقی.

و استنادا الی ما سبق ذکره، اضافة الی کثرة أدلة لزوم العدل والانصاف بشأن کل أبناء العالم، فان أی اقدام یرمی الی العبث بالاستقرار مخالف للعقل والشرع. و لایحق لمسلم الاقدام علی أعمال عدائیة ما لم یکن هناک من یقومون بمثل هذه الاعمال العدائیة ضده. والسبیل الوحید المتاح لهم هم الدعوة الی أفکارهم و آرائهم بالحق.

د - المعاهدات الدولیة

من الجائز، بل من الواجب أحیانا عقد الاتفاقیات والمعاهدات بین المسلمین والدول الاخری بناء علی ما فیها من منافع و مکتسبات، مثلما کان رسول الله (ص) یتعاقد مع المشرکین، مثلا. و من الاهداف التی تسعی الیها الحکومة عادة بسط الامن و توفیر الاجواء المناسبة للتجارة الدولیة بما یحفظ مصالح الشعوب. والاسلام یؤید هذا المسعی أیضا و یدعو الیه.

و من الواضح أن الاتفاقیات مع البلدان الاخری یجب أن لایکون فیها مساس بکرامة المسلمین، امتثالا لقوله تعالی: (و لله العزة و لرسوله و للمؤمنین ) .سورة المنافقون (63)، الایة 8. قال

ناوبری کتاب