صفحه ۴۹۹

و یتعین فی هذا المضمار توخی الدقة و أخذ المصلحة العامة بنظر الاعتبار، لکی لاتتخذ اجرأات ظالمة تحت ذریعة اعادة الحق الی أصحابه. و اذا کانت مدة التمییز قد طالت و بات من المتعذر معرفة أصحاب الاموال الاصلیین، ینبغی ازالة الحرمان عن أبناء المجتمع عن طریق الترکیز علی تخصیص المزید من الثروات العامة للمحرومین.

أوصی أمیرالمؤمنین (ع) مالکا الاشتر فی عهده الیه: "ثم الله الله فی الطبقة السفلی من الذین لاحیلة لهم من المساکین والمحتاجین و اهل البؤسی و الزمنی... واجعل لهم قسما من بیت مالک و قسما من غلا ت صوافی الاسلام فی کل بلد فان للا قصی منهم مثل الذی للا دنی...".الشریف الرضی، نهج البلاغة، الکتاب 53.

و بالاضافة الی واجب الدولة فی التخطیط من أجل رعایة عموم الشعب و ادارة دفة البلاد، علیها أیضا أن تأخذ بنظر الاعتبار الضعفاء الذین یعجزون عن تأمین لقمة العیش لانفسهم و لاسرهم، و أن تحوطهم بمزید من الرعایة : "و تفقد امور من لایصل الیک منهم ممن تقتحمه العیون و تحقره الرجال ففرغ لا ولئک ثقتک من اهل الخشیة والتواضع"المصدر السابق. أی علی مسؤولی الدولة أن یبذلوا للفقراء من الجهد والرعایة ما یعذرون به أمام الله یوم القیامة "ثم اعمل فیهم بالاعذار الی الله یوم تلقاه".المصدر السابق.

و قال (ع) أیضا فی موضع آخر: "ان السلطان لا مین الله فی الارض و مقیم العدل فی البلاد والعباد و وزعته فی الارض".الامدی، غرر الحکم، ص 341، الحدیث 7797.

3 - الشؤون السیاسیة

أ - الوحدة والاخوة الاسلامیة

یؤکد القرآن کثیرا علی وحدة الامة الاسلامیة، و یأمر بها، کما فی قوله تعالی: (و اعتصموا بحبل الله جمیعا و لا تفرقوا) سورة آل عمران (3)، الایة 103. و فی هذه الایة أمر بالوحدة و نهی عن الفرقة .

ناوبری کتاب