صفحه ۴۷۶

ز - اجتناب اثارة التوتر

احدی الافات المرافقة للسلطة، الغرور والتکبر. فبعض الاشخاص الذین یتصفون بضیق الافق، بمجرد أن یتسلموا منصبا حتی یستحوذ علیهم شعور بالتفوق علی غیرهم، یدفعهم الی الاستهانة بالاخرین و خاصة معارضیهم.

و من الطبیعی أن الاستهانة بالمعارضین السیاسیین، واتخاذ مواقف حادة ازأهم من قبل السلطة - سواء بالقول أو بالفعل - یدفع أولئک المعارضین و أنصارهم الی اتخاذ مواقف متطرفة شدیدة ضد السلطة، تفضی فی نهایة المطاف الی اثارة التوتر و خلق الازمات بین الحکومة والشعب.

أما الذین یتصفون بسعة الفکر و بعد الافق من المسؤولین السیاسیین فلا یثیرون التوتر والازمات؛ لانهم یتعاملون مع الاخرین بالمداراة و حسن الخلق انطلاقا من التعالیم الشرعیة التی تحظر أیة نظرة تستهین بالاخرین و کرامتهم وتثیر مشاعرهم.

و هذا ما ینبغی أن یؤخذ بنظر الاعتبار فی العلاقات الخارجیة، لان أی نوع من الاستهانة بمقدساتهم یثیر مشاعرهم و سخطهم، وربما یدفعهم الی اتخاذ مواقف مماثلة،مثلما دعا القرآن الکریم (فی الایة 108 من سورة الانعام) الی عدم سب من یدعون من دون الله فیسبوا الله جهلا. و هذا مما قد یسوق البلد الی الدخول فی صراعات، و هو ما تأباه الشریعة قطعا.

قد تنشاء الصراعات والحروب من کلمة یتفوه بها بعض أرکان السلطة، أو من سلوک طائش یبدر من أحد منهم. جاء فی الحدیث: "رب فتنة اثارها قول"الامدی، غرر الحکم، ص 213، الحدیث 4152. و قیل أیضا: "کم من دم سفکه فم".المصدر السابق، الحدیث 4158.

من المؤکد أن مساعی الحکام فی البلد الاسلامی اذا کانت فی سیاق السعی نحو التعایش السلمی فان مثل هذه الامور لاتحصل و لا تؤدی الی اثارة التوتر.

ناوبری کتاب