والتوزیع العادل للثروات بینهم، و مشارکة الجمیع فی المسؤولیات، و فی الثواب والعقاب فی ما یستلزم ذلک من الاثابة والعقوبة .
3 - تنمیة المجتمع وتطویره فی جمیع المجالات الاقتصادیة والثقافیة ؛ المعنویة منها والمادیة .
و قد کانت هذه الغایات والاهداف منذ مطلع الحیاة الاجتماعیة - و بغض النظر عن التعالیم والاحکام الاجتماعیة - محط أنظار کل أنواع الحکومات، و لم تزد علیها الحکومات الدینیة شیئا سوی اعتبار دعوة الناس الی تلک الاهداف، بل اعتبار الدنیا کلها مقدمة للاخرة .
هذه الاهداف دفعت نحو تأسیس حکومة و وضع وسن قوانین، فتطورت و تکاملت علی مر الزمن. و فی هذا السیاق اعتبر الدین الرقی المعنوی للانسان من الضروریات الداعیة لوجود الحکومة . فقد جاء فی روایة : "الدین والسلطان أخوان توأمان لابد لکل واحد منهما من صاحبه والدین اس والسلطان حارس و ما لا اس له منهدم و ما لا حارس له ضائع".المفید، الاختصاص، ص 263؛ المتقی الهندی، کنز العمال، ج 6، ص 10، الحدیث 14613.
القدرة علی تنفیذ القوانین و حمایة المجتمع
لابد أن تکون لدی الحکومة القدرة علی تطبیق القانون و اقرار النظم؛ لان الحکومة الضعیفة لاتستطیع حمایة الناس وضمان حقوقهم. و أهم مصدر لسلطة الحکومة هو ثقة الشعب بها.
و علی جانب آخر قد تتعرض مصالح شعب ما لهجوم دول و قوی أخری، و هذا یوجب أن تکون لدی الحکومة قوة عسکریة تحفظ بها هیبتها و تدفع بواسطتها أی عدوان خارجی. و هذا المبدأ صرح به القرآن الکریم بکل وضوح بقوله: (و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخیل ترهبون به عدو الله و عدوکم ) .سورة الانفال (8)، الایة 60.