صفحه ۴۳۳

بالمقترضین. والربا بطبیعته معادلة تراکمیة تدفع الفقراء نحو مزید من الفقر، و بأصحاب الثروة نحو مزید من الثراء من غیر أن یحملوا أیة هواجس أو هموم ازاء ما یصیب السوق من تضخم و بطالة و... والربا بطبیعته یؤدی الی افقار مئات الاشخاص خلال عدة سنوات، وتکدیس أموالهم فی ید شخص واحد.

أنواع الربا

الربا علی نوعین:

أ - الربا المعاملی، و هو ما یکون فی المعاملات، و هو بیع أحد المثلین مما یکال و یوزن بالاخر مع زیادة فی أحدهما. والزیادة اما أن تکون عینیة کبیع مئة کیلو حنطة بمئة و عشرین کیلو حنطة، أو بیع مئة کیلو حنطة بمئة کیلو حنطة و دینار، أو بیع عشرین کیلو حنطة نقدا بعشرین کیلو حنطة نسیئا، و فی کل هذه الموارد تعتبر المعاملة ربویة و هی باطلة .

ب - الربا القرضی، و هو أن یشترط المقرض علی المقترض مبلغا زائدا علی ما اقترضه، أو یضیف الیه مقدارا من سلعة أخری، أو یقوم له بعمل أو أن یعید له المبلغ بکیفیة خاصة ذات قیمة مالیة، و لکن لا اشکال لو دفع المقترض أکثر من المبلغ بارادته ورغبته دون أن یشترط علیه المقرض ذلک، بل تستحب مثل هذه الزیادة . والربا القرضی لایحل أبدا، والحیل الشرعیة الواردة فی بعض الکتب لتحلیله غیر جائزة، و ما یؤخذ فیه من زیادة حرام.

المصارف

فی أعقاب رواج النقد والعملة والنشاط التجاری، بات انشاء المصارف ضرورة من ضروریات الحیاة الاجتماعیة . فالمصارف تقدم للناس خدمات شتی، و تتلقی فی مقابلها أجورا، و تدخل فی المعاملات التجاریة کالمضاربة، و تدفع للایداعات أرباحا علی الحساب، غیر أن هذه الارباح لایمکن أن تکون ثابتة . و من جهة أخری اذا کانت عقود المصارف ذات طابع صوری فحسب و بهدف التهرب من الربا، ففی ذلک اشکال.

ناوبری کتاب