صفحه ۴۳۰

الاعمال المحرمة

من جملة الاعمال المحرمة التی یجنی أصحابها المال بواسطتها! السرقة، والربا، والرشوة، والمال المستحصل عن طریق الغناء المحرم، و مدح وتقویة الظالم، و بیع الخمور، والسحر، والکهانة، والتنجیم، اذا کان ینسب فیه التأثیر لغیر الله، والشعبذة اذا کانت تظهر الحق باطلا والباطل حقا، والشخص الذی یحصل علی مال من هذه الطرق یحرم علیه التصرف فیه و هو ضامن له.

النقد

قبل ان تتسع الحیاة الاجتماعیة و حینما لم یکن هناک تقسیم للعمل والاختصاصات وتطور فی الاتصالات والعلاقات، کانت حاجات الناس بدائیة و بسیطة و یمکن تلبیتها بکل سهولة عن طریق المقایضة (و هی عملیة تبادل سلعة منتجة بأخری)، و لکن فی اعقاب التطور الصناعی والتنمیة الاقتصادیة و تنوع السلع و تشعب العلاقات، أخذ تبادل السلع یتعقد و یواجه مشاکل کثیرة . و لهذا صار لابد من اتخاذ النقد وسیلة لتبادل السلع و تعیین قیمتها. و قد أدی هذا العمل الی تذلیل الکثیر من الصعوبات و لکنه أدی فی الوقت ذاته الی خلق مشاکل جدیدة من أهمهما أن النقد فقد دوره الاساسی وخرج من کونه وسیلة و غدا یتخذ موضوعا للمعاملة علی نحو مستقل. و هکذا صار الافراد یتخذون النقد طریقا لکسب الثروة و هذه الطریقة بالنسبة الیهم أکثر اطمئنانا من الانتاج والعمل والجهد والمخاطرة . فصاروا یقرضون الاخرین مالا و یطالبونهم بأرباح ثابتة ازاء ذلک . و هذا طبعا یؤدی الی زیادة ثرواتهم یوما بعد آخر، و ان کان یؤدی من جهة أخری الی سحق جماعة آخرین. و هکذا فقد أفضی هذا العمل الی ظهور نوع آخر من الربا، و أحدث اضطرابا فی المعاملات الاقتصادیة وساهم فی تفاقم الفوارق الطبقیة بین أبناء المجتمع. و علی هذا المنوال غدا النقد عاملا من عوامل الفساد الاقتصادی والاجتماعی.

ناوبری کتاب