بنیان ذلک المجتمع والاسرة . و من أهم المسائل التی تواجه الاسرة هی مسألة توفیر سبل العیش من الملبس والمأکل والمسکن والظروف المناسبة لتعلیم و تربیة الابناء، و قد أنیطت مسؤولیة هذا الجانب من الحیاة بالرجل، و علی هذا الاساس تقع علی عاتق الرجل مسؤولیة حمایة و ادارة شؤون الاسرة .اشارة الی الایة 34 سورة النساء: (الرجال قوامون علی النساء بما فضل الله بعضهم علی بعض وبما أنفقوا من أموالهم).
و هذه المسؤولیة - کنظیراتها من المسؤولیات - تتطلب التضحیة والایثار، و لذا أمر الانسان بالدفاع فیما لو تعرض هو أو أسرته الی اعتداء. حتی و ان علم أنه یجرح أو یقتل. و لهذا فان ایکال قیمومة الابناء الذین لم یبلغوا سن الرشد الی الاب، أو اذا اشترط اذنه فی زواج ابنته الباکر، أو اذا اعطیت للزوج صلاحیات لادارة شؤون البیت والاسرة، فهو لاجل أن لاتتفکک الاسرة و لایتشتت شملها، و لکی تسیر الامور وفقا لمجراها الصحیح . و فی ضوء هذا الواقع، فالرجل هو المسؤول عن شؤون الاسرة، و اذا خرج عن حدوده و صدرت عنه مخالفة ما، وتصرف ضد مصالح الاسرة أو أساء استغلال موقعه، عندئذ لایبقی له حق علی أسرته.
قیام الرجل بتوفیر متطلبات الحیاة و تحسین الاوضاع المعاشیة للاسرة عامل مهم جدا فی خلق أجواء الارتیاح والاطمئنان بین أفرادها، و من جملتهم الزوجة . و ان مثل هذا التدبیر یعطی الفرصة لاعضاء الاسرة للقیام بدورهم علی أفضل وجه. طبعا یجب أن لایتحول هذا الحق الی أداة للظلم والاستبداد و فرض الرأی علی المراءة والابناء مطلقا.
ان ادارة شؤون الاسرة لایعنی التحکم والاستبداد والتسلط علیها؛ لان الادارة فی الاسرة - و فی أی مکان آخر - تتطلب تدبیرا واستفادة من الاسالیب الناجحة للادارة والتربیة الصحیحة .
بعض هذه السبل تستعد الاستفادة من آراء أعضاء الاسرة، و اشراکهم فی ادارة شؤونها، و بعضها یتحقق عن طریق التشجیع والمداراة واللین، و قسم آخر منها بالانذار والتحذیر.