ان التشاور هذا، نوع من الاحترام والحب للابوین، و تعبیر عن الامتنان لما یحملاه من أجل تنشئة الابناء و تربیتهم و هو أسلوب مناسب للاستفادة من تجاربهما الشخصیة والاجتماعیة، اضافة الی انهما أفضل معین و مرشد فی اختیار الزوج.
2 - و من اشترط اذن الاب فی الزواج فانه قد اعتبر هذا الشرط فی حالة البنت البکر، و من الواضح أن هذا الاجراء بخصوص هذه الفئة التی لاتملک أیة تجربة فی هذا المضمار، ینطوی علی أهمیة کبیرة و وضع رأی الاب کشرط فی عقد الزواج یمثل حلا مفیدا لهن.
3 - شرط الاذن یکون ساری المفعول مادام الاب یسعی فی سبیل مصلحة ابنته، و لیس فی سبیل فرض رأیه ورغبته علیها، و متی ما تبین أن الاب یعمل خلاف مصلحة ابنته، و بضررها، تستطیع البنت أن تقدم علی الزواج بتشخیصها فی حالة تناسب و کفأة المتقدم للزواج منها.
2 - معاییر اختیار الزوج
علی المراءة والرجل اللذین ینویان الزواج أن یکون کل منهما علی معرفة کافیة بالاخر، و أن یضعا نصب عینیهما المعاییر اللازمة لانتخاب الزوج المناسب. و أی تسرع بهذا الخصوص ربما یکون سببا للندم فی المستقبل.
من جملة النقاط التی یجب وضعها نصب العین عند اختیار الزوج هی:
1 - الایمان: قلنا فی الابحاث المتقدمة أن الهدف من الزواج من وجهة نظر الاسلام لیس مجرد اشباع للذة الجنسیة، بل تشکیل الاسرة والالفة والمودة، و ایجاد الجو المناسب لتربیة أولاد نافعین للمجتمع الاسلامی.
الشرط الاول للوصول الی هذه الاهداف هو أن یکون الزوجان مؤمنین و متمسکین بالاسلام، و علیه فان زواج المسلمین حسب هذه الایة القرآنیة بالمشرکین سورة البقرة (2)، الایة 221. غیر صحیح .
یلاحظ أحیانا أن هناک من یقول: ان الاختلاف فی الادیان یجب أن لایکون مانعا من الزواج بین المراءة والرجل.