صفحه ۳۱۳

3 - دور الاجتهاد التخصصی

فی عهد غیبة الامام المهدی (ع) - حیث تعذر الاتصال المباشر بالمعصوم - صار الاجتهاد حلا للکثیر من المستجدات والمسائل المستحدثة . و بهذا یحفظ الدین حیویته و أصالته الالهیة . و فی هذا الدور بدأ الاجتهاد بمعناه الاصطلاحی؛ أی رد الفروع الی الاصول وتطبیق الاصول علی الفروع مع الاطلاع التام علی المصادر، والمعرفة بقواعد الاستنباط و آراء الفقهاء السابقین.

فی رأی الاسلام، الاستنباط والاجتهاد لیس حکرا علی طبقة أو فئة من الناس دون سواها. و بامکان کل من یملکون الاهلیة العلمیة أن یجتهدوا. و کل من لدیهم القدرة علی فهم الاحکام الالهیة من مصادرها، بامکانهم عند احراز الصلاحیة، استبناط الاحکام من خلال الرجوع الی النصوص الدینیة و مصادر التشریع.

و أما الاخبار الواردة فی ذم الاجتهاد والعمل بالرأی فالمراد منها هو الاجتهاد المتداول عند بعض فقهاء أهل السنة، الذین یفتون - عند عدم وجود نص - وفقا للاستحسانات الظنیة والحدسیة . فی حین أن مرادنا من الاجتهاد هو استنباط الفروع من الاصول الکلیة الواردة، و هو ما کان الائمة أنفسهم قد أسسوه وروجوا له، حیث قالوا: "علینا القاء الاصول و علیکم التفریع"المصدر السابق. و هذا شئ معقول و منطقی طبعا.

التقلید

بحکم العقل من اللازم والضروری معرفة الاحکام والواجبات الدینیة التی فرضها الله علی کل مسلم؛ لان سعادة الانسان مرتبطة ارتباطا وثیقا بعمله بالفرائض الدینیة ؛ اذ لا یمکن العمل بالواجبات دون معرفتها.

ناوبری کتاب