صفحه ۲۵۷

الاخلاق الاسریة

من الجوانب الاخری للاخلاق حسن المعاشرة مع أفراد الاسرة، والتعامل الحسن بین الزوج والزوجة و بین الابناء والوالدین.

الاسرة هی الحجر الذی یتربی فیه الانسان و تتکامل شخصیته. و بین أحضان الاسرة یصاغ تفکیر الانسان و تدینه. و نظرا الی أهمیة الاسرة فی تکوین الشخصیة، فقد أبدی الاسلام اهتماما واضحا بها. و شرع لهذا الامر أحکاما فقهیة و حقوقیة أوردناها فی الموضع المناسب من هذا الکتاب، کما وضع له تعالیم أخلاقیة . و لکل واحد من أعضاء الاسرة حقوق یجب علی بقیة الاعضاء رعایتها. والتعاضد والتکافل بین أعضاء الاسرة یؤدی بهم الی الرقی. و لاشک فی أن تجاهل هذه الامور و عدم الانسجام بین أعضاء الاسرة یحول دون تقدمهم مادیا و معنویا. و اذا فقد التعاون بین أعضاء الاسرة الواحدة أو غلبت علیهم النزاعات فسوف یکرس کل واحد منهم جهوده من أجل افشال الاخر.

من الطبیعی أن لکل من الاب والام والاولاد والاقارب مکانته و موقعه فی هذا الکیان، کما تقع علی کل واحد منهم مسؤولیات و واجبات ازاء الاخرین. و لایحق لای منهم تجاهل دور و مکانة الاعضاء الاخرین، أو التهاون فی أداء ما علیه من مسؤولیات ازأهم.

ان القرابة توجب نوعا من المسؤولیة فضلا عما تمثله من رابطة انسانیة . و لایمکن لمن تربطهم علاقات قربی أن یتجاهلوا بعضهم و یتعاملوا کالغرباء، و انما یجب أن یشارکوا بعضهم فی السراء والضراء. و کل مسلم مسؤول عن أقربائه علی قدر وسعه. و قد شرع الاسلام أحکاما و وضع ارشادات للمحافظة علی صلات القربی، و ألزم المسلمین برعایتها.

الزوج والزوجة

یؤلف الزوج والزوجة کیان الاسرة، و من الطبیعی أن تتأثر أخلاق بقیة أعضاء الاسرة وسلوکها واعتقاداتها بما یتصف به الابوان. والابوان یتأثران عادة بأخلاق و معتقدات و

ناوبری کتاب