مختلف جوانبه، و ألفوا الکتب التی یتسنی للناس أن یطلعوا من خلالها علی أصول الدین، والاخلاق والاحکام. و لقد کانت لدیهم صورة واضحة بأن کل زمان له ظروفه و متطلباته التی تستدعی وضع مؤلفات تتناسب مع التطور الفکری لذی المجتمع و تواکب حاجاته.
و استجابة لهذا الواقع فقد کتبت مؤلفات تتناول المیادین الثلاثة ؛ العقائد، والاخلاق، والاحکام، حتی بلغت الامور حدا أخذ معها حجم الموضوعات یزداد یوما بعد آخر، و أخذ حجم الرسائل العملیة یتضخم بالاسئلة الفقهیة فی مجال الاحکام. و قد أدت کل هذه الاسالیب مجتمعة الی أن تکون عامة الناس غیر قادرة علی الاستفادة من هذه الرسائل الا فی القلیل النادر، و نادرا ما یتاح لها معرفة أصول العقائد والمعارف والاخلاق. و هذا ما یدعو فقهاء الاسلام و علماءه الی أن یهتموا - اضافة الی الرسائل العملیة التی تشتمل علی الاحکام و قسم من الفروع الفقهیة - بجوانب الاسلام الاخری و تبیین المعارف الاسلامیة بأسلوبها التخصصی والمبسط، لمختلف المستویات الثقافیة لابناء الامة، و یتکفلوا الی جانب ذلک بمهمة الرد علی الشبهات الجدیدة والتساؤلات التی تراود أذهان الناس أحیانا و خاصة جیل الشباب.
جاء تألیف هذا الکتاب استجابة لهذه الضرورة . والغایة من تقدیم معرفة اجمالیة لمنظومة المسائل الاعتقادیة والاخلاقیة و نبذة عن الاحکام الضروریة لعموم الناس. نأمل أن یکون خطوة علی طریق تحقیق هذه الغایة .
فی الختام أود أن أعرب عن شکری و تقدیری لکل السادة الافاضل الذین ساهموا فی اعداد و تألیف و تعریب هذا الکتاب. و نسأل الله لهم جزیل الاجر والثواب.
و أدعوا جمیع الاخوة والاخوات الی تشجیع و حث أبنائهم علی قراءة الکتب الدینیة التی تتناول المعارف والاخلاق والقیم الاسلامیة .
والسلام علی جمیع اخواننا المؤمنین و رحمة الله و برکاته.