الاخرة
هناک عالم آخر غیر هذا العالم الذی نعیش فیه، یسمی عالم الاخرة . و هو امتداد لهذه الحیاة الدنیا.
والایمان بعالم الاخرة من الامور الاساسیة التی دعا الیها کل الانبیاء. فالناس بعد الموت ینتقلون الی ذلک العالم و یحاسبون هناک من قبل الله علی معتقداتهم و أعمالهم و خصالهم. و عالم الاخرة من العوالم التی خلقها الله ضمن خلقه للاشیاء فی أحسن نظام.
العالم الذی نعیش فیه حیاتنا الدنیا محدود بأجل، و لابد أن ینتهی یوما ما و ننتقل من بعده الی العالم الاخر: (ما خلق الله السموات والارض و ما بینهما الا بالحق و أجل مسمی ) .سورة الروم (30)، الایة 8.
ان عالم الاخرة علی درجة من الاهمیة بحیث یعتبر الایمان به جزءا من المعتقدات الدینیة، و یدخل فی عداد أصول الدین، و بدونه لایکتمل الایمان: (و من یکفر بالله و ملائکته و کتبه و رسله والیوم الاخر فقد ضل ضلالا بعیدا) .سورة النساء (4)، الایة 136. و قال تعالی أیضا: (الهکم اله واحد فالذین لایؤمنون بالا خرة قلوبهم منکرة و هم مستکبرون ) .سورة النحل (16)، الایة 22. یبدو أن فکرة وجود عالم آخر غیر هذا العالم، حاجة فطریة منبثقة من ذات الانسان. فمن الطبیعی أن الانسان لایرتضی أن یعیش سنوات معدودة فی هذه الدنیا ثم تطوی صفحة وجوده الی الابد. فهذا السؤال کان علی الدوام و لازال یراود فکر الانسان، و هو، الی أین سینتهی مصیره. و هذا السؤال یمثل فی الواقع تعبیرا عن هذه الحقیقة، و هی أن الحیاة یجب أن تستمر؛ و الا فان خلق العالم یعتبر عبثا.