صفحه ۱۳۸

والمرتاضون والسحرة لاتعد من المعاجز؛ و ذلک لانهم یأتون بمثل هذه الاعمال نتیجة لخبرة و تمرین یکتسبونه من الاخرین، ثم انهم لایدعون النبوة، و لیست لدیهم مقدرة علی التحدی؛ لانهم یعلمون بقدرة الاخرین علی الاتیان بنظیر هذه الاعمال عن طریق التمرین والتعلم.

المعجزة و قانون العلیة

ان المعجزة - باعتبارها عملا خارقا للعادة - تثیر فی الاذهان شبهة مفادها أن مثل هذا العمل ینقض قانون العلیة . والحقیقة هی أن الامر لیس کذلک، و انما المعجزة شئ قابل للتحقق بحد ذاته، و لکن لایمکن تحقیقه بشکل عادی و بالعلل والاسباب الطبیعیة، و لکن النبی یقوم به باذن الله و بطرق غیر معهودة . نذکر علی سبیل المثال أن نواة التمر اذا غرست قد تصبح نخلة بعد عشر سنوات، و لکنها قد تثمر فی مدة أقل لو تولی رعایتها شخص متخصص بالزراعة، و فیما لو تطور علم الزراعة، و لکن تحویل النواة الی نخلة فی دقیقة واحدة لیس فی مقدرة البشر، غیر أنه لیس أمرا مستحیلا. فأمثال هذه الامور ممکنة، و لکن لابد أن تکون هناک علة لها. والعلل قد تکون ظواهر طبیعیة تارة، أو قد تکون غیر طبیعیة و غیر محسوسة تارة أخری. فتأتی قدرة وعلة أخری و تعجل فی حصول العوامل، فیقع ذلک الامر فی أقل زمان فیقال بأن معجزة وقعت. و من أعظم العلل الموجبة للمعجزة، ارادة و قدرة الله التی تأتی عن طریق علل خفیة .

الهدف من المعجزة

تأتی المعجزة للکشف عن حقیقة فحسب، و لکن ربما کان أعداء و معارضو الانبیاء یطلبون منهم الاتیان بمعجزة، و لکن تلک المعجزة قد لاتتحقق و ذلک للاسباب التالیة :

أولا: ان المطالبین بالمعجزة لایریدون التوصل الی الحقیقة و انما غایتهم ایذاء النبی. نذکر مثلا، أنهم قالوا للنبی (ص): (لن نؤمن لک حتی تفجر لنا من الارض ینبوعا ‏ او تکون لک جنة من نخیل و عنب فتفجر الا نهار خلالها تفجیرا ‏ او تسقط السماء کما زعمت علینا

ناوبری کتاب