الله مع توجیه الانظار الی أرکان المعتقدات الدینیة، و کانت فی الوقت ذاته تحارب الظواهر السلبیة السائدة فی المجتمع.
تدل کل هذه المعالم علی أن الهواجس الاساسیة التی کانت تجتذب اهتمام الانبیاء هی فکرة التوحید وتطهیر أفکار و أرواح الناس من معتقدات الشرک والخرافة . و توجیه الانظار الی عالم الاخرة، هذا الی جانب معالجة القضایا الاجتماعیة و واقع الحیاة . لکن المحور الاساسی لدعوة الانبیاء هو تطهیر النفوس والارتقاء بالجانب المعنوی من أجل قبول فکرة التوحید والابتعاد عن الشرک، و لکنهم لم یقفوا عند هذا الحد و انما اهتموا بالجوانب الاخری کمقدمة و تمهید للرقی المعنوی، مثل قضیة العدالة و محاربة الظلم.
قال الله تعالی فی کتابه الکریم حول مهمة الانبیاء: (لقد أرسلنا رسلنا بالبینات و أنزلنا معهم الکتاب والمیزان لیقوم الناس بالقسط...) .سورة الحدید (57)، الایة 25.
اضطلع الانبیاء بدور بارز فی الاصلاح الاجتماعی. و هناک قسم مهم مما تحدث به القرآن حول الانبیاء یتعلق بدورهم الاجتماعی.الطباطبائی، محمد حسین، المیزان، ج 3، ص 146 و 147. و هذا یعنی أن هدف الانبیاء کان اصلاح شؤون الناس الدنیویة والاخرویة . و هذا ما لم یکن بوسع الناس تحقیقه بدون المنهج الذی جاء به الانبیاء. و حتی لو أنهم توصلوا الی شئ فی هذا المجال، فانهم ما کانوا یعرفون السبیل المؤدیة الی تنفیذه بنجاح .
اصطفاء الانبیاء
لقد اصطفی الله للنبوة من بین الناس أطهرهم و أصلحهم و أفضلهم سمعة و خیرهم سیرة، لیحوزوا اضافة الی ثقة الله، ثقة أبناء مجتمعهم؛ و ذلک لان ظاهر کلام کل نبی یکون مع أبناء مجتمعه، فان لم یکن موضع ثقتهم، أو لم تکن له سمعة طیبة بینهم لاتثمر الجهود التی یبذلها لهدایتهم، و یفشل فی اثبات نبوته.