والملائکة و تلقی رسالة منهم. و کیفیة تلقی الوحی من قبل النبی هی أن ضمیر النبی یتصل بعالم الغیب والملکوت. و اثناء العروج الروحی للنبی یبلغ مقاما یمکن أن یکون فیه واسطة بین عالم الغیب والشهادة و یتبوأ منزلة یکلمه فیها ربه. و بعبارة أخری ان الرسالة عبارة عن انبعاث داخلی یتعلق من ناحیة بالنبی نفسه بحیث یستطیع الارتقاء الی هذا المقام، و من ناحیة أخری تمنحه الرعایة الالهیة مثل هذه الاهلیة و تثبتها فیه.
الاصول المشترکة بین الانبیاء
هناک أصول مشترکة بین دعوة الانبیاء، و اذا تجاوزنا الاسالیب والاحکام الخاصة، یتضح أنهم یؤکدون علی مبادئ واحدة أیضا، و أهمها ما یلی:
1 - الدعوة الی التوحید
المحور الاساسی فی دعوة الانبیاء هو الدعوة الی التوحید، و رفض الشرک وعبادة الاصنام. وجوهر تعالیم الوحی منذ بدایتها و الی نهایتها هو التوحید بکل جوانبه. و أما سائر المبادئ التی دعوا الیها فهی متفرعة عنه و تأتی فی مرتبة لاحقة، و منها محاربة المفاسد الاخلاقیة والرذائل الاجتماعیة .
وردت فی سورة الاعراف العبارة التالیة نقلا عن عدد من الانبیاء: (یا قوم اعبدوا الله ما لکم من اله غیره ) سورة الاعراف (7)، الایات 59، 65، 73 و 85. و بینت سورة الانبیاء قبل الحدیث عن قصص بعضهم، أن الهدف المشترک بینهم جمیعا هو الدعوة الی عبادة الله الواحد الاحد (و ما أرسلنا من قبلک من رسول الا نوحی الیه أنه لا اله الا أنا فاعبدون) .سورة الانبیاء (21)، الایة 25. و فی هذا المجال أیضا راجع: سورة الانبیاء (21)، الایة 108؛ سورة الصافات (37)، الایة 126؛ سورة ص (38)، الایة 65؛ سورة الزمر (39)، الایات 11، 12، 64 و 65؛ سورة غافر (40)، الایة 66؛ سورة الزخرف (43)، الایات 45، 63 و 64.