القائل: واحد یقصد به باب الاعداد، فهذا ما لایجوز، لان ما لا ثانی له لایدخل فی باب الاعداد، أما تری أنه کفر من قال: ثالث ثلاثة .اشارة الی الایة :(لقد کفر الذین قالوا ان الله ثالث ثلاثة)، سورة المائدة (5)، الایة 73 و هی حول المسیحیین الذین یعتبرون الله ثالث ثلاثة ؛ أی الله، و روح القدس و عیسی (ع). و قول القائل: هو واحد من الناس، یرید به النوع من الجنس، فهذا ما لایجوز علیه، لانه تشبیه، وجل ربنا عن ذلک و تعالی. و أما الوجهان اللذان یثبتان فیه فقول القائل: هو واحد لیس له فی الاشیاء شبه، کذلک ربنا، و قول القائل: انه عزوجل أحدی المعنی، یعنی به أنه لاینقسم فی وجود و لا عقل و لا وهم کذلک ربنا عزوجل.الصدوق، التوحید، ص 83 و 84، الحدیث 3.
مراتب التوحید
من أعمق المباحث فی باب المعارف هو بحث التوحید. و یختلف فهم التوحید تبعا لاختلاف أفهام الناس. و رغم کل ذلک فالناس حسبما تملی علیهم فطرتهم، متفقة آراؤهم فی أصل وجود ذات الباری تعالی. أما اختلاف أفهام الناس حول التوحید، فهو أن البعض قد جعلوا اله هذا العالم کالاصنام والاحجار والاخشاب التی یصنعونها بأیدیهم، و فهموا من دعوة الانبیاء الی التوحید فی حد الوحدة العددیة : (أجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشئ عجاب ) .سورة ص (38)، الایة 5.
أما الصفات الکمالیة التی یذهب الیها الناس فی بیان ذات الله، فلابد و أنها تنطوی علی المحدودیة التی تطبع تلک الالفاظ. و لهذا السبب یقول الله عزوجل: (سبحان الله عما یصفون الا عباد الله المخلصین )،سورة الصافات (37)، الایتان 159 و 160. و یقول أیضا: (و لا یحیطون به علما)،سورة طه (20)، الایة 110. (و ما قدروا الله حق قدره ) .سورة الانعام (6)، الایة 91.
جاء عن أمیرالمؤمنین (ع) أنه قال: و لا تقدر عظمة الله سبحانه علی قدر عقلک فتکون من الهالکین.الشریف الرضی، نهج البلاغة، الخطبة 91، ص 125. و لعل هذا هو السبب الذی جعل الروایات تکثر من تنزیه الله. فکل صفة نثبتها له لابد و ان یکون الی جانبها تنزیه له؛ لان بیاننا قاصر عن الافصاح عن